الأربعاء، 23 نوفمبر 2016

مناجاة 💙

ليلة هادئة ، المصابيح منطفئة ، الهواء كنسيم أرسل من هواء الجنة و كل الكائنات تنعم بالراحة كأنما أُرسلت لبُعدٍ آخر .... كأنما صُنع كل شئٍ ملائماً لخلو هذان الاثنين ببعضمها فقط .... قلبي و هذا القمر المكتمل في كبد السماء .. كان فاتناً.. كأنها أول مرة أراه فيها ، ظللت أحدق به حتى أني لم أعد أرى الأشعة ،تلك التي أهدتها له الشمس ليواسي بها قلوب الخائفين ، أصبحت أراه فقط محاطاً بهالةٍ زرقاء كأنما يحتضنه ذلك اللون الذي أعشق و لكن لم تظهر بشكل قلب ؟! أحس قلبي أن هذا الشعور الذي لم يستطع عقلي إدراك ماهيته ليس من القمر بل ربما من قلب احتاج بعمق مناجاته فلم يجد سوى القمر معين ... سرعان ما رأى في ذلك القلب أنه ذاك الذي خُلق ليعانقه كما تتعانق الأصابع ، تتشابك و تلتحم كأنما وُلدت ككيانٍ واحدٍ منذ البداية ....
أنت هناك ؟!
بخير؟
اشتقت إليك ...
أحتاجك ...
غاصت قدماي في الوحل ، لا أستطيع اخراجها .. فكلما حاولت غاصت أعمق .. لم أعد أمتلك القوة حتى لأحاول.. لم أعد قادراً على الصراخ .. كل ما أفعله هو إيهام نفسي بأني أبذل أقصى ما يمكن للخروج .. لا أنكر وجودهم حولي و لكن لم يتصرفون كمن عُميت أعينهم عن رؤية فيم أنا حبيس ؟! هل لأنهم عجزوا عن معرفة وسيلة لاخراجي فيكتفون بالدعاء و الإيمان بأني أملك القوة لانقاذ نفسي .. يريحون قلوبهم بذلك أو ربما هذه طريقتهم لمنع أنفسهم من لعني.. فهم يرون أنني من دخل ذلك الوحل بمحض ارادته ..
-هل ستأتي ؟!
-سأصلي لأجلك .. أعلم بآلامك
-سأدعو ليكون قدرنا واحد
-سأتوسل ربي لتكون حقاً كما لمست .. ستفهمني و أفهمك .. تساندني و أساندك .. ستعشقني حتى يتوقف نبضي عني الحياة ..
لن أطلب ألا تتأخر و لكن سأرجوك أن تظل حياً حتى نلتقي، ألا تسمح أن يفعلوا بك ما فعلوه بي ... من سواك سيوقظني ! من غيرك سيطلق سراحي !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق